مراجعة مسلسل الحشاشين
يعرض هذا العام، خلال الموسم الرمضاني، مسلسل «الحشاشين» للكاتب المصري عبد الرحيم كمال، الذي استطاع أن يتحكم بسهولة في محركات الحافلات في مصر ومنصات التواصل الاجتماعي في نقاشات متنوعة حول أعراقهم وتاريخهم وأصولهم. إعلام أحد المهرجانات المتنافسة في المسلسلات الرقمية التي استخدمها البرنامج التلفزيوني في شهر رمضان المبارك، في شهر رمضان جودة النص الدرامي الأصلي واختبارات الإنتاج للإنتاج الفني.
مسلسل الحشاشين
هناك جدل حول تفسيرات وعروض الحقائق التاريخية المقدمة في المسلسل، وصحيح أن العمل الفني يعتبر في النهاية نتاجًا ثقافيًا وفنيًا وليس حقيقة سياسية أو عسكرية، ومن الطبيعي أن يتم إجراء تقييم فني، والجودة هي المعيار الرئيسي لتقييم العمل، إلا أن الخلافات حول التفسيرات التاريخية يمكن أن تؤثر على استقبال العمل من قبل جمهوره، وهذا يجعل من الضروري إبلاغ صناع العمل ما إذا كانت القصة مستوحاة من رواية معينة أو حقائق تاريخية محددة، مما يساعد على تجنب الجدل المفرط حولها. الدقة التاريخية للتمثيل. من الواضح أن قصة أسطورة الحشاشين لها جذورها في الأدب والثقافة، ولم يثبت وجودها تاريخيًا في وقائع تاريخية على وجه التحديد. وعلى الرغم من أن الروايات المختلفة قد تكون مستوحاة من الأساطير وتجارب الحياة، إلا أن توضيح مصدر الإلهام يساعد المشاهدين على الفهم بشكل أفضل ويقلل من التوترات حول الدقة التاريخية. لذلك كان من الأفضل أن يضيف صناع المسلسل إشارة واضحة إلى المصادر التي استوحوا منها القصة، الأمر الذي يسهل على الجمهور فهم السياق الثقافي والتاريخي ويساعد في تجنب الجدل المفرط حول الدقة التاريخية.
إن الجدل الذي أحاط بمسلسل "الحشاشون" لم يكن سوى جزء من طبيعة العمل الذي يتناول قصة تاريخية، وهذا ما يعزز أهمية المسلسل كوثيقة تاريخية للمشاهدين والنقاد على حد سواء. ففي السنوات الأخيرة اعتاد المشاهدون والنقاد على التعامل مع الأعمال الدرامية كمصادر تاريخية، مما يجعلهم يتوقعون دقة وأصالة الأحداث والتفاصيل المقدمة، خاصة عندما تكون قصصًا تاريخية حقيقية. إن "الحشاشين" كثيرون ومعقدون، وأهمهم اختلاف الرأي حول طبيعة المجموعة التي قتلت الماركيز كونراد من مونتفيرا، أحد قادة الحملة الصليبية الثالثة، وكذلك مجموعته التي قتلت زعماء مسلمين مثل الوزير نظام الملك. ومن ثم، تتباين الآراء على نطاق واسع بشأن هذه القضايا، حيث ترى كل مجموعة جانبًا معينًا من الحقيقة استنادًا إلى تجاربها ومعتقداتها، مما يؤدي إلى الاختلافات.
مسلسل الحشاشين كعمل فني
بيتر ميمي مخرج مسرحية «القتلة» يظهر أسلوبه الخاص في عرض المسرحية. ويتمسك بفكرة البطل الواحد منذ اللحظات الافتتاحية، إذ تركز الكاميرا على حسن الصباح (كريم عبد العزيز) دون انقطاع، مبرزة دوره الرائد في محيط العصور الوسطى والمجتمعين السلجوقيين والفاطميين. ورغم أن كريم عبد العزيز لا يثير أي جدل حول موهبته أو قدراته كممثل، إلا أن الاهتمام يدور حول مدى توافق بنيته الجسدية ومظهره مع الصفات الكاريزمية التي يجب أن يتمتع بها حسن الصباح. ويبدو كريم ملتزماً ببشرة الشخصية التي يلعبها جسدياً ونفسياً، مشيراً إلى تحديات تقديم الشخصية في إطار زماني واجتماعي مختلف عن الذي يتمتع به في الواقع المعاصر. ويبدو أن مشكلة الانسجام بين الشخصية والممثل ظهرت في تفسير كريم عبد العزيز لدور حسن الصباح. قد لا تكون على حق، فطبيعة ملامح وجهك والطاقة الموجودة في عينيك تناسبك تمامًا. الورقة. وهو ما أثر على طريقة تقديمه وجعل أداءه يبدو تقليدياً دون أن يكون مبهراً. ومن ناحية أخرى، قدم فتحي عبد الوهاب أداء مميزا في دور نظام الملك، حيث امتلك كاريزما وحضورا يفوق عبد العزيز. كما يعتبر دور نظام الملك تحديا فنيا يظهر النضج الفني للممثل، وقد عرف عبد الوهاب كيف يعبر عنه بشكل جميل. أما دور عمر الخيام، فكان اختيار نقولا معوض في هذا الدور إضافة كبيرة. وربما لم يكن ذلك مناسباً، إذ قدم أداءً بدا أقرب إلى الإلقاء والخطابة في المرحلة الثانوية منه إلى أداء درامي يتطلب المزيد من المرونة والحيوية والحضور. ويبدو أن ميمي اختارت التركيز على الصراع السياسي بين حسن الصباح ونظام الملك على حساب العناصر الدرامية الأخرى، مما أثر على توازن المسرحية والتجسيد المثالي لشخصياتها. ويبدو أن المخرج ميمي لم يستغل الإمكانيات المتاحة لتصوير حوارات الشخصيات ونقل المعنى وراء الكلمات. بل اعتمدت الكاميرا على لقطات متوسطة للشخصيات أثناء حواراتها، دون بذل جهد كافٍ لنقل المشاعر والأبعاد الدرامية للحوارات. علاوة على ذلك، يبدو أن ميمي ركزت أكثر على الأجواء المظلمة لعالم حسن صباح الليلي والتوزيع الجيد للإضاءة في تلك المشاهد، مما دفعها إلى متابعة أجزاء مختلفة من القصة، مما أدى إلى انقطاع بعض الخيوط السينمائية لفترة من الوقت. وهذا يدل على وجود تحديات في تنظيم العمل السينمائي للسرد ونقل المعنى بشكل فعال، مما أثر في بعض الأحيان على تماسك العمل واستمرارية القصة.
قصة مسلسل الحشاشين
وتحكي أحداث مسلسل الحشاشين المكون من 30 حلقة قصة حياة حسن الصباح، الشخصية التاريخية التي عاشت في القرن الحادي عشر وأسست جماعة دينية متطرفة عرفت تاريخيا باسم الحشاشين. ويقدم المسلسل صورة ملحمية عن حياة هذا الرجل وتأثيره على تاريخ المنطقة، حيث اختارت الجماعة الشهيرة قلعة جبل الموت في إيران مقرا لها. ويركز المسلسل على استراتيجية الاغتيال التي تستخدمها الجماعة للقضاء على معارضيها وخصومها، ويسلط الضوء على التطرف الديني والتكتيكات العسكرية التي تستخدمها الحشاشين لتحقيق أهدافها السياسية والدينية. وقال الناقد الفني وخبير الوسائط الرقمية محمد عبد الرحمن، في مقابلة مع رويترز، إن الاهتمام بمسلسل "الحشاشين" بدأ قبل عرضه، بسبب غرابة الاسم ودلالاته في مصر، بالإضافة إلى وجود مبدعين يتمتعون بشعبية كبيرة، ومن بينهم النجم كريم عبد العزيز. وأوضح عبد الرحمن: «مع بدء عرض المقاطع الترويجية للمسلسل قبل شهر رمضان، بدأت موجة الاهتمام تتزايد، حيث بدأت وسائل الإعلام تتفاعل من خلال الكتابات التي ينشرها بعض المؤرخين والفيديوهات التي يعدها صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي. ونوه إلى أن بعض المسلسلات التاريخية السابقة أحدثت أيضًا هذا النوع من الحركة الإلكترونية، كما حدث مع مسلسل الإمام الشافعي الذي عرض العام الماضي، للممثل خالد النبوي، مشيرًا إلى أن مسلسل «الحشاشين» نال اهتمامًا كبيرًا نظرًا لطبيعة الطائفة وتاريخها، وكذلك الطريقة الدرامية التي تناول بها التاريخ والعديد من العناصر الأخرى. ويعتبر مسلسل «الحشاشين» من أضخم الإنتاجات التليفزيونية في مصر خلال شهر رمضان هذا العام، حيث استغرق التصوير والإعداد ما يقرب من عامين وكلف إنتاجه مئات الملايين من الجنيهات، ما جعله يحقق نجاحًا كبيرًا، وهو ما يعد ميزة فريدة في عالم الدراما المصرية. وشارك في هذا العمل عدد كبير من نجوم الفن العربي من مصر وسوريا ولبنان، ما أعطاه طابعًا عالميًا. وفي سياق مماثل، أشارت الباحثة في التراث الشعبي سمية أحمد إلى الجهد الهائل الذي بذل في إعداد المسلسل، على عدة مستويات، من الأزياء والديكور، إلى البحث التاريخي الدقيق. ورغم الجهد الذي بذله صناع العمل، إلا أن المشاهدين يبذلون أيضًا جهدًا كبيرًا في رصد وتحليل كل هذه العناصر. وأضافت: "مع تطور الأحداث وبعد بث كل حلقة جديدة، تكثف عمليات البحث والتحليل، مما جعل اسم المسلسل يتصدر قوائم البحث الرئيسية على المنصات الرقمية المختلفة، مقارنة بما يعرض في الأعمال التلفزيونية وما يوجد في الكتب والكتب. والإشارات التاريخية جهد لا يمكن إلا أن يشيد به جمهور المسلسل".
جدل حول لهجة مسلسل الحشاشين
الاهتمام الكبير الذي أثاره المسلسل والبحث عن حقيقة شخصياته وعرض بعض أحداثه بالتوازي مع الواقع المعاش، أعقبه نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، رغم الجدل الذي أثاره المسلسل. حول تصميم الملابس والديكور، وتطابق الحقائق مع التاريخ المعروف، واستخدام اللغة المصرية العامية بدلاً من العربية الفصحى في الحوار، لكن النقطة الإيجابية الأكثر أهمية من وجهة نظر العديد من النقاد هي التفاعل المكثف. والذي اكتسب به المسلسل شهرة خاصة بين الشباب. ويقول جورج أنسي الصحفي بمجلة “صباح الخير”: “إن الجدل الذي أثاره مسلسل “الحشاشون” في الشارع المصري والعربي يظهر أن للتاريخ فائدة أخرى وهي الدراما. وأضاف: “لقد أثار هذا العمل فضول الكثيرين لمعرفة حقيقة هذه الطائفة التي عرف تأثيرها منذ أكثر من ألف عام”، وأبرز أن “من أهم وظائف الدراما التاريخية والفن والثقافة في الهند." وبشكل عام، يتعلق الأمر بطرح الأسئلة وفتح باب الحوار الاجتماعي، وبالتالي رفع الوعي وتحفيز المتخصصين على السعي لفهم جوانب كثيرة من تاريخنا.
من جانبه، علق المخرج بيتر ميمي على بعض الانتقادات الموجهة للمسلسل، حيث نشر منشورا عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، فند فيه وجهة نظره بشأن بعض هذه الانتقادات، فيما أشاد بالمسلسل. وعن حالة الجدل الاجتماعي التي أثيرت حول المسلسل، قال: “المسلسل مستوحى من التاريخ ومكتوب بالنص، أي أنه ليس وثيقة تاريخية، بل دراما تاريخية”. وأضاف: “أنا سعيد أن المسلسل جعلكم تقرأون وتطرحون الأسئلة.. وشيئا فشيئا ستفهمون المسلسل.. استيقظوا معنا يا شباب، دعونا نخترع طريقة جديدة.. وما زال هذا هو الحال”. "في البداية". "وبمرور الوقت سيكون الأمر أفضل وأكبر وأفضل مما نقوم به.. وبمرور الوقت سوف نتنافس". ويعكس هذا التعليق أمنية، إذ شجع المخرج النقاش والتفاعل حول المسلسل، مشيراً إلى أنه عمل فني درامي مستوحى من التاريخ، معرباً عن أمله في أن يتطور المسلسل ويتحسن مع مرور الوقت، حتى يصبح منافساً قوياً في عالم السينما. عالم الدراما التاريخية.
الرعب والمعجزات في مسلسل "الحشاشين"
وحتى الحلقة الثامنة من المسرحية، جوانب الرعب التي نقلها الرواة عن جماعة حسن الصباح من خلال ذبحهم لمعارضي «الدعوة» على يد الفدائيين، الذين كان كل منهم يعلم أنني لن أعود. بل ركز المسلسل على تسليط الضوء على معجزات حسن الصباح، بداية من ظهوره في مواقع متعددة، إلى قدرته على إنقاذ سفينة وسط عاصفة عنيفة وسط البحر. وقدم السيناريست عبد الرحيم كمال مبررا دراميا لتجسيد شخصية الصباح من خلال المحاكمة وعرض معجزاته. وعلى الرغم من التعليق الصوتي في بداية الحلقة الذي يقول إن السفينة أنقذت بفضل المعرفة، إلا أن ظهور حسن الصباح في عدة أماكن في نفس الوقت لا يمكن تفسيره بالعلم أو المنطق، ويبدو أن مؤلفي المسرحية هم من صنعوا مسعى جاد لتأكيد فكرة الخيانة المزدوجة في صداقة حسن الصباح مع نظام الملك والدولة السلجوقية. إلا أن خيانة وزير الدولة الفاطمي بدر الجمالي في عهد الخليفة المستنصر وصعود ابنه أحمد أو المستعلي بالله مكان الابن الأكبر نزار واغتياله فيما بعد كان بمثابة خيانة أخرى. حدث كبير ومهم ولم يتم التركيز عليه بشكل صحيح إلا فيما يتعلق بتأثيره على قرار صباح بالفرار من مصر.
تعتبر سلسلة الحشاشينأسطورة ألهمت العديد من الأعمال في السينما العالمية، من بينها "الحشاشين" الذي تم تصويره في فيلم درامي ولعبة فيديو. إلا أن قصة الحشاشين قادرة على إنتاج العديد من الأعمال المرئية في السينما والتلفزيون دون قيود محددة، إما تصوير المجموعة كمجموعة خيالية أو تسليط الضوء على جوانب محددة من قصتهم، مثل استغلال صباح للخداع في الجنة على الأرض عامة الناس للانضمام إليه.